بسم الله نبدأ



هي ساحة صغيرة يمكنك أن تعبر فيها عن نفسك للعالم ،  هي ورقة يمكن لريشتك أن ترسم فيها أجمل اللوحات ، هي مرآة تعكس للعالم وجهك الأخر ، هي عصفورة صغيرة تهمس في أذن الجميع بما تريد قوله لهم ، هي منبر لكي تهتف فيه من أجل قضاياك ، هي مسرح تلقي فيه روائعك الأدبية هي كل هذا وأكثر ، إنها ببساطة مدونة.
التدوين في أبسط صوره هو الشروع في الكتابة علي موقع شخصي يسمي مدونة ، هذا الموقع لن يكلفك إنشاءة قرشاً واحداً فهو متوفر بصورة مجانية من قبل مزودي خدمة التدوين مثل بلوقر وويردبريس ، بعدها يمكنك أن تشاركنا بما تشاء ، فسواء إخترت أن تحكي لنا عن حياتك الشخصية أو أن تنقل لنا الأخبار التقنية أو الفنية أو حتي السياسية ، أو إخترت أن تبدأ بتقديم دروس أو نشر روائعك الأدبية ، أو إخترت أي شئ أخر فسوف تتحول الي أحد المذيعين في عالم الأعلام الجديد.
التدوين هو العمود الفقري للأعلام الجديد ، وهو الوسيلة التي يمكن بواستطها أن نعبر عن نفسنا للعالم ونخلد تراثنا وثقافتنا ، المدونين شبيهين بمذيعي الأخبار ومقدمي البرامج فكلهم يقومون بتوصيل رسالة معينة الي متلقيهم  ولكن المدونين يتمتعون بحظوظ أكبر بكثير في إبهار جمهورهم ، فكلمة المدون لا تحدها حدود جغرافية ولا فواصل الأمكنه ، أي أن العالم هو جمهوره والكرة الأرضية هي مسرحه.
مفهوم التدوين الذي ظهر في العام 1994 إستغرق قرابة العشر سنين حتي يصل إلي العالم العربي ، ومرت عدة سنوات أخري حتي وصل للسودان ، ولكن للأسف لم يلعب حتي اليوم أي دور في الساحة السودانية.
التدوين هو الوسيلة المثلي لايصال كلمتنا الي الأخرين لنقول لهم نحن لسنا دولة المجاعات والحروب كما تصورنا لكم شاشات التلفاز ، نحن دولة التنمية والثقافة والحضارة العريقة عراقة التاريخ نفسه.
لعب التدوين دوراً مهماً في الدول الغربية حتي وصل عدد المدونات الي أكثر من خمسين مليون مدونة ، نصيب العالم العربي منها 600 ألفاً والنشطة منها لا تتجاوز ال 100 ألف.
هذه الأرقام تفسر لماذا لا يزيد المحتوي العربي علي الشبكة العنكبوتية عن 0.08% ونصيب المحتوي السوداني من هذه النسبة ليس كبيراً علي الأطلاق.
لذا وأيماناً منا بالدور الهام للتدوين جائت مبادرة يلّا نُدونْ ، الحملة الأولي من نوعها في العالم العربي من أجل نشر ثقافة التدوين الهادف في المجتمع العربي والمجتمع السوداني علي وجه الخصوص.
حملة يلا ندون سوف تشتمل علي برنامج متكامل لتنمية مهارات التدوين ، ونصائح قيمة تمكنك من الوصول بمدونتك الي مصاف النخبة والتميز كما سوف يتم الترويج للتدوين عن الطريق الفيسبوك عبر مجموعة مدونون سودانيون بلا حدود.
ليس هذا فقط بل تقوم بتنظيم مسابقة كبري لإختيار أفضل مدونة سودانية وقد رصدت مائة جائزة للنخبة وثلاثة جوائز لرواد التميز وسوف نكشف عن تفاصيل المسابقة خلال الأيام القادمة باذن الله تعالي.
سنقوم معاً خلال أيام الحملة بتكوين أو دليل متكامل للمدونات السودانية كما سنقوم بمتابعة كل المدونات الوليدة وارشاد المدونين الجدد خلال أولي خطواتهم في هذا العالم الرائع.
من هنا نبدأ ومن هنا نبدأ بالتعبير عن أنفسنا ونحكي عن حضارتنا ، من هنا سوف نلفت أنظار العالم نحونا ونقول له
 "نحن سودانيون"